کد مطلب:58493 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:159
فأخذ النبیّ صلّی الله علیه وآله وسلّم العقبة وأخذ الناس بطن الوادی إلاّ النفر الذین أرادا المكر به استعدّوا وتلثّموا، وأمر رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم حذیفة بن الیمان وعمّار بن یاسر فمشیا معه مشیاً، وأمر عمّاراً أن [صفحه 218] یأخذ بزمام الناقة، وأمر حذیفة بسوقها، فبینا هم یسیرون إذ سمعوا ركزة[1] القوم من ورائهم قد غشوه، فغضب رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم وأمر حذیفة أن یردّهم فرجع ومعه محجن، فاسقبل وجوه رواحلهم وضربها ضرباً بالمحجن، وأبصر القوم وهم متلثّمون، فرعّبهم الله حین أبصروا حذیفة وظنّوا أنّ مكرهم قد ظهر علیه، فأسرعوا حتّی خالطوا الناس، وأقبل حذیفة حتّی أدرك رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم فلمّا أدركه قال: «اضرب الراحلة یا حذیفة، وامش أنت یا عمّار». فأسرعوا وخرجوا من العقبة ینتظرون الناس، فقال النبیّ: «یا حذیفة هل عرفت من هؤلاء الرهط ـ أو الركب ـ أحداً؟». فقال حذیفة: عرفت راحلة فلان وفلان وكانت ظلمة اللیل غشیتهم وهم متلثّمون. فقال صلّی الله علیه وآله وسلّم: «هل علمتم ما شأن الركب وما أرادو؟». قالا: لا یارسول الله. قال: «فإنّهم مكروا لیسیروا معی حتّی إذا أظلمت فی العقبة طرحونی منها». قالا: أفلا تأمر بهم یا رسول الله إذا جاءك الناس فتضرب أعناقهم؟». قال: «أكره أن یتحدّث الناس ویقولون: إنّ محمّداً قد وضع یده فی أصحابه» فسمّاهم لهما وقال: «اُكتماهم»[2] . وفی كتاب أبان بن عثمان: قال الأعمش: وكانوا اثنی عشر، سبعة من [صفحه 219] قریش[3] . قال: وقدم رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم المدینة وكان إذا قدم من سفر استقبل بالحسن والحسین علیهما السلام فاخذهما إلیه وحفّ المسلمون به حتّی یدخل علی فاطمة علیها السلام ویقعدون بالباب، وإذا خرج مشوا معه، وإذا دخل منزله تفرّقوا عنه[4] . وعن أبی حمید الساعدی قال: أقبلنا مع رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم من غزوة تبوك حتّی إذا أشرفنا علی المدینة قال: «هذه طابة، وهذا اُحد جبل یحبّنا ونحبّه»[5] . وعن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم لمّا دنا من المدینة قال: «إنّ بالمدینة لاَقواماً ما سرتم من مسیر ولا قطعتم من واد إلاّ كانوا معكم فیه». قالوا: یا رسول الله وهم بالمدینة؟ قال: «نعم، وهم بالمدینة، حبسهم العذر»[6] . وكانت تبوك آخر غزوات رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم. ومات عبدالله بن اُبیّ بعد رجوع رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم من غزوة تبوك[7] . [صفحه 220]
وفی كتاب دلائل النبوّة للشیخ أبی أحمد البیهقی: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ ـ وذكر الاِسناد مرفوعاً إلی أبی الأسود ـ عن عروة قال: لمّا رجع رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم قافلاً من تبوك إلی المدینة حتّی إذا كان ببعض الطریق مكر به ناس من أصحابه فتآمروا أن یطرحوه من عقبة فی الطریق أرادوا أن یسلكوها معه، فاُخبر رسول ألله خبرهم، فقال: «من شاء منكم أن یأخذ بطن الوادی فإنّه أوسع لكم».
صفحه 218، 219، 220.